النهج التعلمي لأنهر

التربية التحولية:

تسعى أنهر إلى تطوير "تربوية السؤال" ضمن المجتمعات الشعبية لأن تحدي المواطنة الديمقراطيّة يفترض تربوية ديمقراطية بامتياز لمواكبة العديد من مكتشفات حقوق الانسان والخبرات التي نتجت عنها. ومن أبرزها، أن هناك حواراً عالمياً قائمًا حول معاني هدف "التغيير" وذلك يشمل  الخطاب السائد أن التغيير هو نحو مستقبل أفضل أو مجتمع أفضل.

كما تسعى أنهر إلى إعادة تصويب هذا التغيير المنشود كونه يحوي نبرة اقتصادية والتركيز على النبرة الانسانية والحقوقية لتغليف مسار التغيير بدلا عن النبره الاقتصاديه، للتأكيد ان التغيير المنشود هو تحقيق الذات، وهو يتقاطع مع التحسن الاقتصادي ولا يقتصرعليه فقط.

 

تعتمد منهجية أنهر على "التربية التحوّلية" حيث تهدف الأنشطة تخطي مجرد نقل المعرفة والمهارات لخلق وعي حول حقوق الإنسان،وهذا المسار التربوي التعلمي يبني تدريجيًا "التفكير النقدي" عبر التجارب التي تعيشها المجموعات المعنية ومنها تنطلق الرؤى حول التغييرالذي يريد الناس ان يشاهدوه ضمن مجتمعاتهم.

ان استناد أفراد المجموعة على خبرتهم يجعلهم أكثر اندماجًا في العملية التربوية وأكثر إدراكًا أنهم يملكون الحق في المشاركة في حياة مجتمعهم وتنمّي روح المسؤولية عندهم لريادة التغيير في محيطهم.وتعزز التربية التحولية بناء القدرات وتشجع المشاركين على إدماج قيم حقوق الإنسان في حياتهم واستنباط الأنشطة الملائمة التي تعزز هذه القيم.

 

طوّر أستاذ تعليم الكبار والمنظّر جاك ميزيرو (1978) نظرية التربية التحولية بحيث انها إمكانية تحويل الأفراد من خلال عملية التفكير النقدي التي تمر بعدة عناصر اساسية:

 

  • التجربة كنقطة بداية    يتشارك الجميع بتجاربهم الذاتية.

 

  • التفكير النقدي     يفكر المشاركون بالافتراضات التي تصيغ كيفية فهمهم وتفسيرهم لتجاربهم.

 

  • استخدام الحوار لاقرار الافتراضات    يتمكن المشاركون من مقارنة وجهات نظرهم  بوجهات نظر الآخرين ليحددوا مدى صلاحيتها.

 

إن التربية التحولية بالحوار له معاني أساسية بالتربية على السؤال، فالحوار ليس ملحقاً بالعملية التربوية، بل هو الأساس التربوي الذي تبدأ منه التربية التحولية لأنه يسمح لكل شخص للتعبير باتجاه صنع القرار.

 

 

الشروط الأساسية لتعزيز التربية التحوّلية:

حدّد ميزيرو وبعض الباحثين اللاحقين بعض الشروط المثالية لتعزيز التفكير النقدي والتربية التحولية:

 

  • ظروف تعلّم مثالية:
    أي ظروف تعلّم تعزز الحس بالأمان والانفتاح والثقة. على سبيل المثال، وجود بيئة يشعر فيها المشاركون والمشاركات بالأمان والإطمئنان.
     
  • أوضاع منفتحة ومحفّزة للتفكير النقدي:
    يؤمن وضع تعلّمي ديمقراطي ومنفتح يتّبع مساراً منطقياً والوصول إلى كافة المعلومات المتوفرة ويعزز التفكير النقدي.
     
  • التعلّم التحوّلي المبني على التجربة: يتطلّب التعلّم تبادل التجارب الشخصية.
     
  • منهاج يرتكز على المشارك:
    تضع هذه الطريقة المشارك في قلب عملية التعلّم وتعزز الاستقلالية والمشاركة والتعاون.
     
  • التغذية الراجعة والتقييم الذاتي:
    تشكّل الظروف التعلّمية التي تساند وتشجع التغذية الراجعة عنصراً أساسياً من عناصر الطريقة التشاركية.
     
  • العمل الجماعي:
    الفرصة في التعرّف على خلفيات ثقافية مختلفة، أهمية اعتناق وليس اجتناب الأصوات المخالفة والأفكار المتصارعة، الحاجة إلى التحرّك بخصوص أفكار جديدة.
     
  • مميزات الميسر:
    يجب أن يتحلّى الميسر أو الميسرة بالثقة بالآخرين وبالتعاطف والأصالة والصدق والنزاهه.

 

 

منهجية التفاعل المتمحور حول موضوع معين  (Theme Centered Interaction (TCI :
 

ليس من الضروري أن نكون نحن البادئين، بل أن نوجه البداية!

حيث تبدأ التربيه التحوليه من لحظة انخراط المشاركون والمشاركات في الحوار حول موضوع معين.

 

إذن بالتربية التحولية يجب أن يكون الحوار شي أساسي يجب اعتماده بشكل جدي وعكسه بكل جلسات العمل.  وهذا ما يسمى منهجية التفاعل المتمحور حول موضوع معين وهو مفهوم منهجية عمل مع مجموعات والذي يهدف إلى تعلم جماعي، والمساعدة في خلق بيئة إنسانية تجعل من النمو الشخصي عنصرًا أساسيًا في تحسين المجتمع حول قضية معيّنة تخدم الجهات المشتركة في عملية التغيير، وخلق انسجام وتوازن بين الفرد والمجموعة والموضوعات التي يتم طرحها والبيئة التي يحدث فيها كل ذلك ، مع إدراك الى أهمية التوازن لاحداث التغيير.

 

تعزيز منهجية التعلم الدامج:

تعمل أنهر في منهجيتها على الاعتراف بالاختلاف والهويات المتعددة التي قد تلعب دوراً في التهميش الذي يبنى على أساس السن والثقافة واللغة والدين والجنس والعرق والإعاقة أو على أساس الحالة الاجتماعية أو الحالة الاقتصادية أو المستوى التعليمي. وتعمل أنهر من خلال برامجها على تطوير المهارات للعيش في عالم يزداد تنوعاً وتشجيع إجراء تقييم نقدي لقضايا العدالة الاجتماعية والمسؤولية الاخلاقية واتخاذ الاجراءات اللازمة لمواجهة التمييز وعدم المساواة والاستبعاد الاجتماعي الذي يتيج للفشات المهمشة قدر قليل من السيطرة على حياتهم/ن وعلى الموارد المتاحة.

تركز أنهر بشكل خاص في منهجيتها على تضمين حقوق الفئات الأكثر عرضه للتمييز والإقصاء والتهميش كالأشخاص ذوي الإعاقة واللاجئين والنازحين والنساء والفقراء.

 

منهج ال     "نظرة شاملة حول التربية المدنية":     

 

عند النظر إلى التنوع يجب علينا تطوير رؤية شاملة له، والتنوع يبدأ معي أنا كفرد باحترامي لاحتياجاتي الفردية  ودوري الفعّال في مجتمعي. يجب أن أدرك هويتي و الجوانب التي تربط بيني وبين الآخرين.

في الوقت نفسه ، يجب أن أدرك الفرق بيني وبين الآخرين. لا بد لي من النظر بعين المساواة بين هويتي وهويتهم وثقافتهم. بل أن أدرك أن هويتي تعتمد على هوية الآخرين.

 

نظرة شاملة على التنوع:
 

أمور هامه يجب تحقيق التوازن بينها ( فهم السياق من أجل احداث التغيير):

 

أنا

الآخرين

المنظومة

تحقيق التغيير

الهوية والثقافة

المصالح والاحتياجات الخاصة والقيم والمشاعر

الاعتراف بمسؤولية المرء

تطوير ثقة بالنفس

ووعي

إدراك الاحتياجات،

من قيم ومشاعر

الآخرين.

التحقق

من هوية الفرد

من خلال هوية

الآخرين.

أخذ التنوع والاختلاف بعين الاعتبار

 

 

التحقق من سياق العمل: الهياكل والشروط الضمنية، والاختلافات في مصادر القوه، والتمييز المحتمل

مراجعة الافتراضات

والتحيزات والمعضلات في مواقف الصراع

 

النظر بشكل نقدي الى جميع الجوانب

اعادة تحديد الواقع

استكشاف المحددات

البحث عن بدائل وتنفيذها

 

 

لتحقيق التغيير يتم تطوير مبادرات عملية مجتمعيه تأخذ المشاركين عبر خطوات مختلفة تشمل استكشاف السياق وتحديد مشاكل مجتمعية تنطوي على انتهاكات لحقوق الإنسان واستهداف تغييرات محددة ومن ثم وضع خطة عمل للتنفيذ والرصد والتقييم لتحسين الوضع الحالي أو تغييره، كما يلي:

 

الخطوة 1: استكشاف السياق

ستقوم المجموعات باستكشاف أوضاع حقوق الإنسان في مجتمعاتهم و عكسها على قضايا حقوق الإنسان التي سيتطرقون إليها.

 

الخطوة 2: استهداف تغييرات محددة

ستحدد المجموعات ما تراه مناسبا من ناحية قضية حقوق إنسان معينة سيتم التطرق إليها و تحديد التغييرات الضرورية للوصول إلى الوضع المثالي.

 

الخطوة 3: التخطيط للأنشطة وتنفيذها

ستقرر المجموعات الأعمال التي ستقوم بها من اجل تعزيز التغييرات المرغوبة، كما سيتم تطوير إستراتيجية للرصد والتقييم.

 

الخطوة 4: القيام بالعمل

ستقوم المجموعات بالعمل/الأعمال ضمن مجتمعاتها.

 

الخطوة 5: رصد وتقييم الأنشطة والعملية

ستقوم المجموعات برصد أعمال المشاريع و عملياتها و نتائجها بناءً على إستراتيجية الرصد والتقييم التي تم تطويرها.

 

الخطوة 6: التقييم النهائي والخطوات اللاحقة

ستقوم المجموعات بقياس التغييرات و توثيق النتائج وتحديد الخطوات اللاحقة.

 

 

في جميع برامج أنهر يتم مراعاة ما يلي:
 

  • استخدام النهج القائم على الحق.
  • استخدام النهج التشاركي والتعلم التحولي بهدف خلق وعي بالقيم استناداً إلى التجارب الخاصة والتفكير النقدي.
  • ربط المعرفه باجراء عملي في المجتمع المستهدف.
  • المساواه في النوع الاجتماعي هو موضوع يتقاطع في جميع البرامج.
  • أدماج الفئه المستهدفه بشكل فعال في عملية التعلم، وإتاحة الفرصة لهم لاكتشاف أهمية حقوق الإنسان بأنفسهم، ووضع استراتيجيات ممارسة قيم التعاون واحترام التنوع والمساواه والإدماج والاحترام والمسؤولية والقبول موضع التطبيق في حياتهم العملية.
  • اعداد أدله وحقائب تدريبيه لاستخدامها في العمل.
  • البناء على نجاح كل مشروع لاطلاق مشروع اخر .. مثلا تطور مشروع العاب من اجل حقوق الانسان ليصاحبه قصص مسموعه ومقرؤه للأطفال.
  • ايضا تطور مشروع المواطنه الى مشروع المواطن الصحفي وايضا تطور ليشمل كيفية استخدام منظومة حقوق الانسان الدوليه والاستعراض الدوري الشامل في تنفيذ المبادرات
  • التركيز على البعد المحلي والوطني والاقليمي والعالمي في قضايا حقوق الانسان والمدافعه.
  • تدريب مؤسسات المجتمع المدني التي يجب عليها ان تنقل التدريب للمجموعات المستهدفه المحليه.
  • التركيز على ملكية المشروع من قبل المشاركين عن طريق اشراكهم الحقيقي في كل مراحل المشروع.
  • تحليل السياق والتفكير النقدي ووضع خطه واضحه الأهداف هو اساس العمل مع التفكير في طرق لانخراط المجتمع المحلي وصناع القرار والاعلام في المراحل جميعها.