الحملة العالمية للتعليم 2009 في الأردن

2015-04-22

 

اختتمت الشبكة العربية للتربية المدنية "أنهر"  فعاليات أسبوع العمل في الحملة العالمية للتعليم أولى الحملات التي نسقتها الشبكة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ، و التي تنطلق في الفتره 20 – 26 نيسان من كل عام ، حيث قامت المؤسسات التعليمية و الجمعيات الخيرية و مؤسسات المجتمع المدني و وتجمعات نسائيه ومدارس بعقد فعاليات و احتفالات و ورشات عمل للفت الانتباه لحق الجميع في التعليم تحت شعار "الكبار يقرؤون" و "افتحوا الكتب، افتحوا الأبواب" وتذكيراً للحكومات بالالتزامات التعليمية و باتفاقية دكار و التي تتزامن مع موعد أسبوع العمل للحملة العالمية للتعليم.

وفي الأردن كان للحملة فعاليات في العاصمة عمان و الزرقاء و اربد و الكرك و معان جميعها ركزت على أهمية التعليم و حق التعليم للجميع، و شاركت المدارس من العاصمة و المحافظات في التحالف الوطني و المجلس الوطني لشؤون الأسرة و تجمع لجان المرأة ومعهد الملكة زين الشرف التنموي و جمعية تدريب و تأهيل المرأة الأردنية الخيرية ، و جمعية حماية الأسرة و الطفولة - اربد  و جمعية تمكين المجتمع المحلي وجمعيات أخرى من محافظة العاصمة و مدارس النظم الحديثة و جامعة عمان الأهلية و كلية معان الجامعية.

والجدير بالذكر ان الأردن يعتبر من الدول التي حققت تقدماً كبيراً نحو تحقيق أهداف التعليم للجميع، حيث أشار تقرير دائرة الإحصاءات العامة أن نسبة الأمية بين الأردنيين الذين تزيد أعمارهم عن 15 عاما انخفضت في الأردن إلى 7.7 % عام 2008 من 88 % عام 1952 و من 33.5 % في عام 1979.

والأردن أحد الدول الشرق أوسطية الثماني الأقرب لتحقيق هدف التعليم الأساسي الشامل، إذ بقيت مستويات الالتحاق بالتعليم الأساسي ثابتة خلال العقد الماضي بنسبة تزيد على 90 %. وفي حين أن التسرّب من المدرسة منخفض في الصفوف الأولى، إلاّ أنه يبدأ بالارتفاع قليلاً في الصف الرابع، ويزداد الارتفاع حدة في المستوى الثانوي، ويُعتبر أعلى بين الفتيان. أما معدل الالتحاق الصافي لصفوف 7- 12 فقد بقي ثابتاً عند 80 % للعامين 1999 / 2000 دون فروق بين الفتيان والفتيات. ويُعتبر معدل معرفة القراءة والكتابة في الأردن من بين أعلى المعدلات في المنطقة بنسبة 90 % بحلول عام 2004 (لكنه أقل بين النساء والفقراء في الأرياف).

كانت انطلاقة الحملة بالاحتفال الكبير الذي اقيم بالتعاون مع جامعة عمان الأهلية والذي كان في يوم الأربعاء الموافق 22 نيسان 2009. وقد حضرالاحتفال العديد من  ممثلي مؤسسات المجتمع المدني و ممثل من وزارة التربية و التعليم بالإضافة إلى ممثلين عن صناع القرار: سعادة النائب الدكتور محمد الشرعة رئيس لجنة التربية والثقافة والشباب و سعادة النائب خالد البكار عضو لجنة التوجيه الوطني و سعادة النائب الدكتور هاني النوافلة. وقد عبروا عن مدى سعادتهم لمشاركتهم في مثل هذه الانطلاقة. تضمن الاحتفال كلمة لراعي الحفل و المدير التنفيذي للشبكة فتوح يونس ، تبعه عرض لتجربة تجمع لجان المرأة في دعم التعليم وتحدثت سيدة من التجمع عن تجربتها الخاصة مع الأمية و كيف انها عندما تعلمت و أصبحت قادرة على التنقل دون خوف من أن تضيع بين الحافلات و كذلك كيف أصبحت قادرة على استخدام الدواء و قراءة موعد تناوله و تفاصيله بنفسها و كذلك التواصل مع أبناءها . وفي النهاية شدت على أيدي الشباب الحاضرين على متابعة تعليمهم حيث أنها أعربت عن رغبتها في تعلم الحاسوب الآن  بالرغم من أنها جدة.

وتبعه عرض قصتا نجاح من معهد الملكة زين الشرف التنموي و جمعية تمكين المجتمع المحلي ، حيث شاركت السيدة اعتدال و السيدة أم إبراهيم الجمهور قصتيهما وكيف التحقتا ببرنامج لمحو الأمية. فقد عبرت السيدة أم ابراهيم عن مدى سعادتها لمشاركتها في هذا الاحتفال وقالت أنها كانت قبل أن تتعلم تواجه صعوبات في حياتها اليومية و لم تكن تعرف إلى أين تتوجه الحافلة التي تقلها و كانت تخاف من أن تفقد طريقها أثناء استخدامها للمواصلات ، كما أنها تحب التعليم و تشجع أبناءها باستمرار للمواظبة على دراستهم بالرغم من أنها كانت أمية. و ذكرت أنها استلهمت حب العلم من مشاهدتها لطفل صغير كانت يده مكسورة و كان مصراً على الكتابة و حتى ولو رسم صورة صغيرة لا أن يبقى مكتف الأيدي، فاستثارها ذلك مما شجعها على الالتحاق بمركز محو أمية وتعلمت القراءة و الكتابة

كما لابد أن ننوه أنه من أهداف الحملة توفير التعليم للجميع بما فيهم ذوي الاحتياجات الخاصة ولهذا فقد ركزت الحمله في الاردن على هذه الفئه من المتعلمين حيث كان لجمعية تنمية المرأة الأردنية الصم مشاركةً وحضرت السيدة مي بدر رئيسة الجمعية لإلقاء كلمة ترحيب وشكر للدعوة وأكدت على أهمية التعاون بين جمعيتها و الجمعيات الأخرى  و عرضت الأنسة مريانا قصتها التي عبرت عنها عن مدى عزمها و إصرارها على تخطي الصعوبات التي تواجهها بسبب الإعاقة السمعية ووصولها إلى درجة البكالوريوس بدرجة تأهيل رياضي و عضويتها في الهيئة الإدارية لإتحاد المعاقين و عضويتها في جمعية تنمية المرأة الأردنية الصم.

وواكبت الحملة  نشاطاتها و فعالياتها فقد كان لمدارس النظم الحديثة  حفلاً بمناسبة أسبوع العمل للحملة العالمية للتعليم يوم الخميس الموافق 23 نيسان 2009 تحت رعاية سعادة النائب محمد الشرعة رئيس لجنة التربية والثقافة والشباب و تم افتتاح الحفل بكلمة لسعادة النائب محمد الشرعة و كلمة مدير عام مدارس النظم الدكتور مصطفى العفوري و مدير مدارس النظم – بنين السيد مصطفى نزال و كلمة المدير التنفيذي فتوح يونس .تابعت الفعاليات مجراها فعرضت تجربة مدارس النظم الحديثة في برامج محو الأمية الالكترونية لدى الأمهات و مشاركة لمجلس الأمهات و فعاليات لطلبة الكورال بأغنية من حقنا أن نتعلم .كما تم عرض فلم وثائقي أنتجته مدارس النظم الحديثة عن التعليم في القدس القديمة بمناسبة القدس عاصمة الثقافة العربية.

و تم عرض مشاريع للطلبة المبدعين حيث قدم الطالب عبد الرحيم الطوس والطالب حازم أبو فارس مشروعهم : طريقة لاستخلاص الوقود من جفت الزيتون بدون أن ينتج عنه ملوثات للبيئة و ذلك عن طريق زراعة نوع معين من الفطريات و البكتيريا فيه ينزع المواد المسببة للتلوث و من ثم يتم استخدامه كوقود من مصدر طبيعي و لا يلوث البيئة .

كما تم عرض مشروع الطالب أحمد نبيل السترة خاصة بالمكفوفين تساعدهم على الاعتماد على أنفسهم عند المشي لوحدهم حيث ينبه النظام الموجود داخل السترة الشخص المكفوف عند اقترابه من حاجز أو حفرة.

 

كما عرضت الطالبتان سهى الطباخي و نور درس مشروعهم " مشروع الكف الخاص بالصم" و هو كف يرتديه الشخص الأصم و يستطيع عن طريق الضغط على الأحرف ان يعبر عما يريد أن يقوله حيث أن القفاز مزود بنظام ناطق و بنفس الوقت فإن الكلام الموجه للشخص الأصم يتحول ألى اهتزازات معينة على القفاز يفهم الشخص الأصم منها الكلام الموجه إليه.

 

وأخيراً قدم الطالب أحمد مبيضين طالب مبدع آخر مشروعه و هو عبارة عن برنامج مخصص لفئة الصم لدمجهم في مجتمع الانترنت بسهولة و تمكينهم من التواصل مع الأشخاص الصم و الطبيعين على حد سواء.

وانطلاقا من مبدأ تعميم التعليم وأحقيته للجميع بدأت جمعية تمكين المجتمع المحلي فعالياتها بورشة عمل للتأكيد على ضرورة التعليم والعمل على نشره ومحو الأمية بجميع أشكالها :- 

- كأمية القراءة والكتابة 

- والأمية الالكترونيه 

- وأمية الثقافة وعدم القدرة على التواصل مع الاخرين وذلك للحاق بالتقدم والتطور التعليمي.

بدأت هذه الورشة في مركز الحسن الثقافي في محافظة الكرك يوم السبت الموافق 25 نيسان، حيث تم الاجتماع مع مجموعة طلاب من جامعة مؤتة وتم في البداية توضيح مفهوم الأمية للحضور وذكر بعض الاحصاءات الموضحة لوضع محو الأمية في الاردن وكان هناك تجاوب وتفاعل من قبل الحضور بعدها تم تشكيل عدد من المجموعات في مختلف المناطق في محافظة الكرك  تحت متابعة مركز الحسن الثقافي  وتقوم هذه المجموعات بالوصول الى الذين لا يجيدون القراءة والكتابة (الامية) لتخطي المشكلات التي قد يواجهونها في حياتهم العملية.

ويجب أن لا نغفل عن دور الحصص النموذجية التي طبقتها مدارس الشاملة الثانوية – الزرقاء و التي تدعم التعليم التعاوني و دور المؤتمر الذي عقدتة كلية معان حيث استضافوا نخبة من المعلمين و المحاضرين و أساتذة في الجامعة وفتحوا باب الحوار عن أهمية محو الامية  في عصرنا هذا و خصوصاً الأمية الالكترونية

وكان اختتام فعاليات الحملة من نصيب محافظة اربد حيث اقاموا احتفال الشمال الكبيرافتتحه عطوفة المحافظ علي الفايز يوم الأحد الموافق 26 نيسان بقص الشريط لمعرض للرسومات التي قدمها طلاب مدارس اربد ضمن فعاليات الحملة و على مدى اسبوع العمل و اطلع السيد اياد الروسان مندوب المحافظ على معرض الصور و من ثم تم افتتاح الحفل.

  و كان الاحتفال تتويجاً لجهود 15 مدرسة مشاركة في أسبوع العمل للحملة وكانت مشاركتهم تتناول كتابة القصة و المقالة و المشاركة بالرسومات المعبرة و المسرحيات و الأغاني حيث تم عرض بعض من الفعاليات التي تمت في مدارسهم في الاحتفال فقدمت مسرحية بعنوان "ليش أنا" ، وسكتش مسرحي و مسرحية للدمى تدعى"سعيد و التعليم" ، كما شاركت الطالبة سارة عبيدات بقراءة قصتها بعنوان " إرادة الرجل" و شاركت الطالبة مريانا أبو الهيجا بمقالتها و تقدم مجموعة من الطلاب المتطوعين في جمعية حماية الأسرة و الطفولة-اربد بأغنية عن حق التعليم . إضافة إلى عرض تجارب المدارس في إطلاق مشروع لتعليم الكبار في العطلة الصيفية سيتكفل الطلاب بتطبيقها .

واختتمت شبكة "أنهر" الاحتفال بتوزيع شهادات التقدير للمشاركين في الحملة من جميع المدارس و تقديم درع لراعي الحفل استلمه نيابة عنه الأستاذ إياد الروسان. و تكريم لجمعية حماية الأسرة والطفولة – اربد

 

 

لمزيد من الصور اضغط هنا